الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ووجه ثان يكون مع الفعل اختار وهو أن القليل الذي اختير من الكثير إذا كان مما يتبعض، ثم ولي الفعل الذي هو (اخترت) توهم أنه مختار منه أيضا، لأن كل ما لا يتبعض يجوز فيه أن يختار، وأن يختار منه، فألزموه التأخير، وقدموا الاسم المختار منه، فإن كان مما لا يتبعض، نحو: زيد وعمرو، فربما جاز على قلة من الكلام، نحو قول الشاعر (1):ومنا الذي اختير الرجال سماحةوالمختار أن ما تعلق به غرض التقديم كالعناية والاهتمام وأمن اللبس ونحو ذلك قدم، يقول عبد القاهر: "اعلم أن قولك: اخترت من الرجال زيدا، فعل يتعدى إلى مفعول واحد بغير حرف جر، وإلى الثاني به، فالمتقدم في الرتبة هو المنصوب... فإن قدمت من الرجال، كان النية به التأخير، وإنما يقدم (من) في نحو هذا، لأن البيان فيه فيعنى به" (2).ج- لا يجوز في تابع المنصوب على نزع الخافض في هذا الباب إلا الموافقة في الإعراب (3)، فلا يقال: اخترت زيدا الرجال الكرام، ولا: استغفرت الله الذنب العظيم.
.من أفعال باب أمر: سبق أن ذكرت جملة منها (4)، وسأذكر هاهنا ما تيسر منها بشواهدها، مستثنيا أمر واختار اللذين انعقد الباب عليهما، وتقدمت شواهدهما.1- 2- بدل وأبدل: يقول أبو علي الفارسي: "تقول: أبدلت الشيء بالشيء، والشيء، وقد يحذف حرف الجر، فيتعدى الفعل إلى المفعول الثاني... وكذلك: أبدلت... قال الشاعر (5):وقد روي: (حنظلة) على أن يخرم أول النصف الثاني كما يخرم الأول" (6).- - - - - - - - - -(1) سبق تخريجه: 47.(2) المقتصد: 1 /613(3) ينظر: البحر المحيط: 10 /523.(4) ينظر: 95 من هذا البحث.(5) البيت لم أجده في مكان بعد التتبع.(6) المسائل العضديات: 112. وينظر: التأويل النحوي: 1 /711- 712. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 160- مجلد رقم: 1
|